"حُجَّاجُ الرَّجاء"
إعداد مونسنيور/ بيارأنجيلو سيكويري
يا رَجائي يا لَهيباً حَيّاً
ها نَشيدي يَصرُخُ إِليكَ
فيضَ الحياةِ يا رَحماً أَزليّاً
في دُروبي اتِّكالي عَليكَ
يا رَجائي يا لَهيباً حَيّاً
ها نَشيدي يَصرُخُ إِليكَ
فيضَ الحياةِ يا رَحماً أَزليّاً
في دُروبي اتِّكالي عَليكَ
كلُّ شَعبٍ لِسانٍ وأُمَّةٍ
في كَلامِكَ النّورَ يُصيب
كلُّ تائهٍ أو مُحتاجِ رَحمةٍ
يَستريحُ في ابنِكَ الحَبيب
يا رَجائي يا لَهيباً حَيّاً
ها نَشيدي يَصرُخُ إِليكَ
فيضَ الحياةِ يا رَحماً أَزليّاً
في دُروبي اتِّكالي عَليكَ
إنَّ اللهَ الرَّحيمَ المَجيدَ
قَدْ أَهْدانا فَجرَ غَدٍ جَديد
مَع سَماءٍ وأَرضٍ جَديدة
روحُ الحَياةِ رجاءَنا يُعيد
يا رَجائي يا لَهيباً حَيّاً
ها نَشيدي يَصرُخُ إِليكَ
فيضَ الحياةِ يا رَحماً أَزليّاً
في دُروبي اتِّكالي عَليكَ
نَحوَ الأَعالي، اُنظُروا تَهَلَّلُوا
الربُّ آتٍ لا تُبطِئوا المَسير
إنساناً صارَ ابنُ اللهِ فَهَلِّلُوا
هو الطّريقُ بهِ يَحلو المَصير
يا رَجائي يا لَهيباً حَيّاً
ها نَشيدي يَصرُخُ إِليكَ
فيضَ الحياةِ يا رَحماً أَزليّاً
في دُروبي اتِّكالي عَليكَ
يا رَجائي يا لَهيباً حَيّاً
ها نَشيدي يَصرُخُ إِليكَ
فيضَ الحياةِ يا رَحماً أَزليّاً
أثناء المسير، غالبًا ما تتمتم الشفاه الأغاني، وكأنها رفيق موثوق يعبّر عن دوافع المسافر. ينطبق هذا أيضًا على حياة الإيمان التي هي حج على ضوء نور الرب القائم من بين الأموات. إنّ الكتاب المقدس مليء بالترانيم، ومثال صادق على ذلك، المزامير: إنّ صلوات "إسرائيل - شعب الله" كُتبت لتُغنّى، وفي التّرنيم قدَّم الشعب أمام الرب أكثر أموره الحياتيّة والإنسانيّة. فتقليد الكنيسة لا يقوم سوى بمتابعة هذا الاتحاد، جاعلًا من الترنيمة والموسيقى إحدى رئات ليتورجياتها الخاصة. واليوبيل، الحدث الذي يعبّر عن نفسه كشعب حاجّ نحو الباب المقدس، يجد أيضًا في الترنيم إحدى الطرق لإعلاء صوته من خلال شعاره الخاص "حجاج الرجاء".
فالنص الذي أعده بيار أنجلو سيكويري، وقدم للتأليف الموسيقي لأولئك الذين يرغبون في المشاركة في المسابقة الدولية لترنيمة اليوبيل 2025، يعرض العديد من مواضيع السنة المقدسة. أولاً الشعار: يجد شعار "حجاج الرجاء" أفضل صدى له في الكتاب المقدس في بعض صفحات سفر إشعيا النبي (إشعيا 9 وإشعيا 60). فمواضيع الخلق، والأخوة، وحنان الله، والرجاء، في هذا المنحى، يتردد صداها بلغة، "تقنياً"، ليست لاهوتية، رغم أنها كذلك في الجوهر والمعاني، بطريقة تجعل هذه المواضيع يتردد جمال صداها في آذان عصرنا.
خطوة بعد خطوة، يتكئ المؤمنون بثقة، في حجّهم اليومي، على مصدر الحياة. النشيد الذي ينشأ بشكل عفوي على طول الطريق (را. مقالات القديس أغسطينوس، 256) موجّه إلى الله. وهو ترنيمة مفعمة بالرجاء بأن نكون أحرارًا ومسنودين. هي ترنيمة مصحوبة بالرغبة في أن تصل إلى آذان مَن يجعلها تتدفق. هو الله الذي، مثل الشعلة الدائمة الحياة، يحافظ على الرجاء حيًّا ويعطي النشاط إلى خطوات الشعب السائر.
لقد رأى النبي إشعيا مرارًا وتكرارًا أن عائلة الرجال والنساء، والأبناء والبنات، العائدين من شتاتهم، مجتمعة على ضوء كلمة الله: "الشعب السالك في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا" (إشعيا 9، 1). النور هو نور الابن الذي صار إنسانًا، يسوع، الذي بكلمته يجمع كل شعب وأمة. إنها شعلة يسوع الحية التي تحرك الخطوات: "قومي استنيري فإِنَّ نورَكِ قد وافى ومجد الرب قد أشرق عليكِ" (إشعيا 60، 1).
الرجاء المسيحي هو ديناميكي ويضيء مسيرة حج الحياة، ويظهر وجه الإخوة والأخوات والرفاق في المسير. ليس هو تجول فرديّ كما الذئاب، بل هو مسيرة شعب، واثق وسعيد، يتجه نحو وجهة جديدة. إنّ نسمة روح الحياة لا تنفكّ تنير فجر المستقبل الذي هو على وشك الشروق. يراقب الآب السماوي، بصبر وحنان، مسيرة حج أبنائه، مهيئ لهم الطريق ومرشدًا إياهم نحو ابنه يسوع، الذي يصبح للجميع مساحة للسير.